إعادة هيكلة المنظمات

تعتبر عمليات إعادة هيكلة المنظمات معقدة جداً وهي أشبه بالعمليات الجراحية الدقيقة فهي تحتاج دوماً إلى برامج تحضيرية قبل العملية وإجراءات مستمرة أثناء العملية ومتابعة لصيقة بعد الإنتهاء منها سواء للمتابعة أو السيطرة على أي خروج عن نطاق النتائج المتوقعة.

كما أن جميع مراحل إعادة الهيكلة مهمة جداً ويكتنفها دوماً البطئ الشديد إلا أنها تتميز عن عمليات التشغيل بكون موضوع التواصل مع أطراف متعددة هو المحور الرئيسي لها فالجميع لا يرغب بأن تكون عمليات إعادة الهيكلة عبارة عن جزء متقدم ومستمر من السبب أو الأسباب التي جعلتنا نفكر في إعادة الهيكلة من الأساس , ويعاب على عمليات إعادة الهيكلة أنها تصاب بالحذر الشديد والذي يجب أن لا يكون مؤثراً على جدول عمليات الهيكلة أو يتسبب بإيقافها تماماً فعمليات إعادة الهيكلة أشبه بأن تكون حركات متوازنة في نقاط قوة مختلفة ويجب أن تحدث في وقت واحد وبتتابع مستمر.

الثقة في عمليات إعادة الهيكلة تتطلب من قادة العملية استمرار التواصل والدفع الجماعي نحو تحقيق المأمول من خطة إعادة الهيكلة ووجود استراتيجية شاملة واضحة للجميع وهذه الأخرى دوماً تتحكم بها الرغبات الشخصية وتصاب بالتنظير القاتل والممل دون أي إنجازات واقعية وفي هذا وبالنظر من حولنا نجد أن التجارب عديدة جداً ومتكرر ويمكن الرجوع لها والنظر من حولنا على المنظمات التي أعيد هيكلتها بشكل مستمر حتى أصبحت أمراً معتاداً يحلو للبعض العمل به على أغتبار أنها إستراتيجيات جديدة وتصحيح لمسار إستراتيجات قائمة دون مؤشرات قياسية للنتائج وغياب كافة المعايير الأخرى.

من المهم أن لا ترتبط عمليات إعادة الهيكلة بالوعود أي تكن فالوصول الى نتائج سريعة يعني أن تلك العمليات كانت مهام عمل خاطئة تم تصحيحها وليست إعادة هيكلة بالمفهوم الصحيح لها والتي قد تستمر لسنوات حتى تظهر نتائجها لواقع أفضل مرحب به وذلك التأخر يعتمد على طبيعة عمل المنظمة ومشاريعها وبرامجها التي تعمل على تحقيقها أثناء الفترة الأخيرة من عملية إعادة الهيكلة ولكن دوما يجب البدء في تنفيذ البرامج المعتمدة لإعادة الهيكلة ومتابعة نتائجها أو التوقف والتراجع في حال كانت تلك البرامج بعيدة عن الواقع قبل أن تكون تلك العمليات مجرد أضغاث أحلام.

تذكرة مغادرة : يقول المفكر والمؤرخ ماجد عرسان الكيلاني “ العمل الناجح يولد ولادتين : ولادة نظرية ، وأخرى عملية ، و لابد من الاثنتين و ترتيب تتابعهما ”.

شارك الصفحة مع الأصدقاء :