تهيئة المجتمع ومسئولية الجهات

المدينة هي عنوان ساكنيها , فالمدينة ومرافقها هي مسئولية الجميع والجميع هنا اقصد جميع المستفيدين من خدمات المدينة وحتى العابرين بحدودها وطرقها الرئيسية وليس صحيحا ان الاهتمام بالمدينة تتحمله الجهات الحكومية فقط فكل ما بالمدينة موجه لخدمة ساكنيها من طرق وخدمات وحدائق وانفاق ومرافق حكومية والجهات الحكومية تتحمل جزء من منظومة المدينة وهو الجزء العام الذي يمس الجميع ولا يكون منصبا لشخص او لجهة او لمجموعة .

آمر اخر ان الرسالة التي توجهها الجهات الحكومية سابقا بالمحافظة على النظافة كمثال كانت اجدى من الرسالة التي تعاقب عن رمي المخلفات ولأن الآراء لا تتفق غالبا مع ما يتوجه لمجتمع مختلف الميول والرغبات والثقافات فالرسالة الاولى كانت عامة ومحددة وتنبثق من مفهوم اسلامي واتخذ شعارها “النظافة من الايمان” ورسخت مفهوما وتم تعميمها على مختلف مستويات المجتمع وتقبلها الجميع الا ان مثل هذه الرسالة العامة يجب ان تظل وتستمر وتعطى الاهمية ويعتمد لها الحملات التوعوية لدورها الفاعل في المجتمع ولكن ككل الرسائل الاخرى التي تصب في انضباطية الافراد والتزامهم بالقواعد تجد انها تقابل بالرفض المبطن وعدم الاهتمام كما ان هنالك امر آخر يجده الشخص في هذه الرسالة هو ان عقوبة المخالفة لا تعود على المدينة مباشرة بل هي استثمار مادي بحت .

محاولة تهيئة المجتمع برسائل توعوية ذات معنى واضح وشفاف وذات هدف صحيح سيتقبلها الجميع دون اعتراض وهذه قد تكون النقطة التي تفشل عندها الرسائل التوعوية بل تصبح حملات تندر وسخرية مضادة لها واقوى انتشارا وقبولا .

شارك الصفحة مع الأصدقاء :