النجاح والفشل ,, أكثر مما يجب

حينما نفكر في منظومة النجاح والفشل نحن نتبنى الإجابة بجدية فقط عن أهم سؤالين أولهما ما هي النتيجة المستقبلية المتوقعة؟ وكيف سيكون الطريق لتلك النتيجة؟ هل هو سهل ممهد أو صعب شاق فطبيعتنا البشرية إما تضع جميع التحديات والعقبات أمامنا في ذلك الطريق لكي لا ننجح أو أنها تتجاهلها تماماً حتى يحدث الفشل, في الحقيقة نحن دوماً نفعل أكثر مما يجب في كل شيء من حولنا فنبحث عن النجاح حتى أكثر مما يجب ونخشى الفشل أكثر مما يجب وهكذا نفعل في جميع حياتنا وعلاقاتنا وتعاملاتنا مع الآخرين سواء الاجتماعية أو العملية, نحن دوماً أما أن نثق ونطمح ونتساهل ونتألم بعد ذلك أو نتشدد ونتعصب فنفعل كل أمر بأكثر مما يجب فلا معيار حقيقي لدينا لنتمسك به ويقيم جهودنا ولا بوصلة توجهنا وتقودنا إلى الاتجاه الصحيح سوى طريقتنا البدائية في التعلم من خلال التجربة والخطأ ولا ضير في ذلك ولكنها ستسهلك الكثير من أوقاتنا وصبرنا في سبيل النجاح.

الحقيقة أننا نفتقد أيضاً حرية الإرادة تجاه أفكارنا وأفعالنا وتجاه السيطرة على أوقاتنا ولو فعلنا فسيكون حسناً بالمقام الأول تجاه أنفسنا ولكنا لا نفعل!, فنحن لا نفعل ما نريد وقت ما نريد أبداً بل نستمر في وضع الجداول والأوقات والمواعيد أكثر مما يجب ونعيش بعدها في فوضى إعادة ضبط تلك الجداول كثيراً, فحرية الإرادة هي السلطة المطلقة لتغيير كل شيء بناء على شيء ما ودون ذلك سنبقى في قيد فكرة ما أو تصرف ما أو معاملة ما أو خطة ما أو هدف ما وحتى لا تضيع أوقاتنا أكثر مما يجب لابد أن نتساءل دوماً سؤالاً بسيطاً ألا وهو ماذا ننتظر؟.

أن الإجابة عن هذا السؤال تحديداً بصدق ودون مراوغة أكثر مما يجب سيضعنا على الطريق في سبيل طويل ينتهي بنا لتملك حريتنا وإرادتنا وأفعالنا وحتى أفكارنا هي الأخرى تحتاج إلى حرية في الاختيار وإرادة نحو تحقيق الاختيار أو العدول عنه, فأكثر ما يجب فعله اليوم لأنفسنا هو أن نهديها السلام والهدوء الداخلي ونتصالح معها ونكتفي بالبقاء بعيداً أكثر مما يجب دون أن نبدأ في خذلان أنفسنا من خلال أفكارنا وملاحظاتنا وهمساتنا السلبية عن أنفسنا.

الحياة كما هي لن نعيشها أبداً أكثر مما يجب ولا أقل مما يجب ولذلك لنستمتع فيها كما يجب ونعيشها بصدق مع أنفسنا والآخرين من حولنا من خلال أفكارنا وتصرفاتنا وأفعالنا فما زال هنالك دوماً أمل في كل شيء نظن أنه سيتحسن يوماً لأننا ما زلنا نظن أننا نخطئ أقل مما يجب وأننا نملك صبراً على أنفسنا أكثر مما يجب.

تذكرة مغادرة : يقول بول فاليري :”يهدد العالم خطران دائمان: النظام والفوضى“.

شارك الصفحة مع الأصدقاء :