النقطة العمياء في الجودة

أجمل ما في الجودة أنها واضحة وصريحة , حقيقتها جلية ناصعة في أي موقع أو زمن تكون فيه ولكن تبقى هنالك بعض النقاط العمياء في تطبيقات الجودة وعناصرها كمفهوم عام وأولى هذه النقاط العمياء وأهمها هو العنصر البشري المسئول عن تطبيق الجودة والذي يشكل غالباً السبب الرئيس في أخطاء تطبيقات الجودة, فالطبيعة البشرية للإنسان جُبلت على التجربة لمعرفة الخطأ من الصواب وهي الطريقة السليمة للتحسين المستمر وعلى عدة مستويات ومنها بالطبع المستوى البشري والذي يمكن تحديده على أنه عامل التجربة المؤثر دوماً ولكن يبقى عامل المعرفة والقدرة على التمييز بين الخطأ والصواب عاملا مؤثرا في التأكد من الأسباب المؤدية لذلك الخطأ وهو العامل الأهم في تحسين الجودة ومعرفة الصواب تصحيحا للأخطاء التي تحدث في حال كان تأثير العنصر البشري ناتجا عن ضعف المعلومة أو عدم وضوحها بشكل تام للحكم بشكل قطعي على أسباب الخطأ وقد يكون في بدايته مقبولا في حال كان الخطأ أمراً غير واضح المعالم إلا أن الاستمرار فيه دون مراجعته وتقييمه واعتباره صوابا كليا يعتبر تسليما بالوضع الحاصل مما يعد مكابرة على النتائج المرجوة مستقبلاً ودرجة أهميتها وبناء القرارات الأخرى عليها فمن غير المعقول أن تقوم الجهة المسئولة عن تطبيق الجودة بتصرفات وقرارات خاطئة تعتمد في بناءها على تحليلات ومصادر خاطئة كذلك وتنتظر من كل ذلك نتائج ناجحة ومتميزة .

ولذا فأن تلك النقطة العمياء في تطبيق الجودة هي أحد أكثر الأخطاء التي  يقع فيها مسئولي الجودة أنفسهم وذلك لعدم الإدراك بأهمية اتخاذ القرار الصحيح مهما كانت تكلفة ذلك القرار والملاحظ أن تفرد بعض الشخصيات العالمية وشهرتها في علم الجودة سواء في الوقت الحاضر أو الماضي وبدراسة لشخصياتهم وتصرفاتهم أن العامل الهام في ذلك هو نضوج فكرة الجودة كمفهوم للحياة بالنسبة لهم فلم تكن حديثا مثاليا فقط بل كانت التصرفات الشخصية وطبيعة القرارات جميعها دوماً مرتبطة بالجودة ولم تكن تؤثر في ذلك المصالح أو المجاملات أو تكون عائقا في سبيل تطبيق الجودة وكان لذلك النهج في تطبيق الجودة كمفهوم عام للحياة سببا مؤثرا في استمرارهم ونجاحهم على مستوى تطوير مفاهيم علم الجودة .

التعامل اليوم مع الجودة في شتى المجالات التي تمس حياة الآخرين قد لا يكون مؤثرا بشكل واضح ويعود ذلك لعدة أسباب ومنها بالطبع طبيعة الأشخاص المعنيين بتطبيق الجودة والتوعية بها ومدى الالتزام بها فالذين يتحدثون عن الجودة ويمارسونها ويدعون إلى تطبيقها يجب أن يدركوا أن الجودة ليست كالتدريب بمعنى أنك لا تستطيع أن تمارس من خلالها دورا تدريبيا بل لابد أن تعلم جيدا أنها نهج ومفهوم للحياة واجب تبنيه بداية على المستوى الشخصي بما يسمى الجودة الشخصية ولتتمكن بعد ذلك من التأثير في الآخرين من خلال كافة الأدوات التي تتاح لك بتطبيق الجودة الشخصية وحتى لا يرى الآخرين أن الجودة ليست إلا مثالية زائفة بل هي إضافة تتيح للشخص استخدام أدوات ومهارات جديدة كل يوم ,, وتذكروا أن الجودة ليست غاية وليست وسيلة ,,,, الجودة مفهوم حياة .

شارك الصفحة مع الأصدقاء :

نُشِّرْت في 

ضمن

للكاتب