المنافع الشخصية “الكريديت”

تجدهم يؤسسون دوما لأنشطة ومشاريع هامشية ليست ذات أهمية ولا ترقى لأن تعتبر منجزات حقيقة ولكنها بالنسبة لهم ذات تأثير وأهمية أكبر مما نتصور تأخذ حيزاً عظيماً من جهودهم في تحقيق ما يصبون إليه من أمجاد شخصية ويستمتعون دوما بدفء ضوء الإعلام الذي يسلط عليهم بشكل مستمر ومع عشقهم لذلك الدفء الذي يوفره الإعلام لهم إلا أنهم أضعف احتمالا أمام توهج أشعة تلك الأضواء فتقبلهم للانتقاد البناء ضعيف جداً ولا تكاد تذكر أمامهم كلمة كانتقاد أو ملاحظة على عملهم إلا وفهمت على أنها انتقاد شخصي ومحاربة من أجل مصالح شخصية ولا يتوانون عن رفض الرد حتى على تلك الانتقادات ليوسم رأيك بالشخصنة حيناً وبغيرها من الكلمات التي لا تعبر عن حقيقة الموقف وذلك لاعتبارات متعددة يوهمونها لأنفسهم , اهتمامات تلك الشخصيات تنصب في الحضور للمهرجانات والمؤتمرات المتكررة ويستأثرون بالخارجية منها غالبا وأن لم تكن ذات ارتباط وثيق بالمهمة التي أوكلت لهم في قيادة منصب ما أو جهة ما فيغلب أن تجد حصيلة نتاجهم العملي هو تعقيد وتعطيل لمسارات كثيرة ومتعددة من سلسلة الإجراءات المتبعة والتي أخذت بالاعتبار أمور لم يصل لمعرفة حقيقتها بالشكل المطلوب الذي يمكنه من اتخاذ قرار صحيح صالح للتطبيق ودوما ما يكون عذرهم في تلك التعقيدات هو التطوير ومواكبة المستجدات وهاتان الكلمتان مع أنهما استهلكتا كثيرا إلا أنهما أكثر كلمتين نفتقد ملامسة وجودهما لدى مثل هذه الشخصيات فنتاجهم عمل غير حقيقي وغير ملموس على أرض الواقع يغلب عليه التنظير هش في تفاصيله وملامحه لا يدعم استمرار وجوده بتلك التعقيدات سوى مدة بقاءه واستمرار تكليفه .لا أحبذ دوما كتابة الكلمات الانجليزية بأحرف عربية ولكنها هنا تخدم فكرة هذه المقالة ولذلك استخدمتها ,, نعم “كريديت” تلك الكلمة المذهلة والتي طالما سمعتها في كثير من الحوارات وبشتى المجالات والتي دائما ما تتعلق بإنجاز ما لمشروع أو عمل أو مبادرة هنا أو هناك ودوما ما ارتبطت تلك الكلمة بشخصيات محددة تبحث عن أمجاد شخصية لها ,, يرون أن مناصبهم ومواقعهم القيادية قد أتيحت تشريفا وليس تكليفا واستخدموها لتحقيق غايات فردية وتعزيز أمجاد شخصية وبناء سمعة خاصة بهم .

عزيزي القارئ ,, قد لا أستغرب أنك وأنت تقرأ كلماتي قد أوردت في مخيلتك عدة أسماء وشخصيات تطابقت عليهم الصفات والتصرفات ودعني أودعَ مخيلتك الآن وأبحر في رؤية واقعنا مع تلك الجهات التي تدار من خلال تلك الشخصيات “الكريديت” ستجد أن لهذه الشخصيات بصمات مزعجة ,, وأن هذه الجهات أصبحت جزء من معاناة الآخرين وسبب في كدرهم ,, ولو سألت المقربين أكثر من تلك الشخصيات ستعلم حقيقة قدسية الاجتماعات دوما بالنسبة لهم بسبب وبدون سبب ,, أن كل تلك الحقائق تؤكد أن تلك الجهات لم تعد تعمل لأجلك ولأجلي ولا لأجل الوطن بل لأجل ذلك المسئول فقط فتسعى بكل ما أوتيت من قوة وقدرة وعلاقات على أبراز أسمه في كل اتجاه ودعم تواجده في كل المحافل .. وهنا أطالبك بأن تتوقف عن التفكير بتلك الأسماء والشخصيات وتمضي معي لأودعك عند نهاية آخر حرف من هذه الأسطر .

شارك الصفحة مع الأصدقاء :