وعي المسئول

الأيام القادمة ستحمل لنا بعضاً من التصريحات والفقاعات الصابونية والأخبار المعلبة التي لا نستطيع تصديقها ولا غض الطرف عنها وستكون غالبا محل تندر بعض البرامج اليوتيوبية طبعا وكذلك ستتوفر لها إشادة من بعض الصحفيين وسيتحدث عنها التويتريين ويفتتحوا لها وسما للتغريد فيه بين منتقد يرى أن التشاؤم أفضل ومدافع يرى أن إعطاء الفرصة أولى ومسئول نفترض جدلا انه ما زال يعيش في العصور الحجرية ويظن أن صفقات الأيادي من حوله تعبر عن حال الجميع وكأنما الجميع سذج .

متابعة بسيطة جدا لانتشار بعض المفاهيم الحديثة سواء الهندسية أو الإدارية يتضح جليا معها أن أول من يتلقفها هم المتطوعون وبعض الباحثين ولتبدأ بعدها مسيرة التوعية بأهميتها وبأن تكون هذه المفاهيم ضمن خطط واستراتيجيات الجهات المختلفة إلا أنها تصطدم دوما بالبيروقراطية المقيتة والعقلية المترددة التي تدير هذه الجهات والتي لا يستوقفها كثيرا سوى اختيار نوع السيارة ولونها وقيمتها التي سيمكَن منها احتفاء باستمرار وجوده على هرم الجهة والتي هرمت بسببه أكثر ولتستمر معه سلسلة التصريحات التي تحمل في مضمونها أن راحة المواطن ورفاهيته هي المحرك الأول للتنمية إلا أن الواقع يقول انه وعند أولى الأخطاء فأن المتهم الأول هو المواطن فتجد انه السبب الأول والأخير في تعطل التنمية .

وعي المسئول
وعي المسئول

لذا فوعي المسئول في بعض الجهات الحكومية هو عامل رئيس في تحديد قدرة هذه الجهات على التطور والتقدم وعلى تقديم أدوات جديدة لم يعتاد عليها في ظل أن التنظيمات والتشريعات لا تحدد صلاحيات لهذا المسئول أو غيره ليصبح معها وعي المسئول أهم المؤشرات للدلالة على ماذا ستكون عليه الأمور في هذه الجهة .

إذ لابد على هذه الجهات أن تتفهم دورها الحقيقي ضمن منظومة التنمية وتعلم جيدا أنها مطالبة بضرورة التطور والتغيير وتقبل المفاهيم الحديثة إلا أن الحقيقة تقول أن الجميع كذلك يطالب المسئول الأول في كل جهة بأن يكون أكثر تحررا وتحركا ووعيا في قبول المفاهيم الحديثة وتبنيها ودعم أولئك الذين يسهمون تطوعا في نشرها حتى لا نكون كمن يتحدثون لغة واحده ولكن لا يفقهون حديث بعضهم .

وعي المسئول ليست مسئولية المجتمع بل هي مسئولية المسئول وحده وواجبه أمام المجتمع أن يكون مستمرا في تحديث خبراته ومعلوماته وان يكون مرنا في تقبل التغيير ودعمه .

شارك الصفحة مع الأصدقاء :