الجغرافيا أكثر صدقا من التاريخ

قرأت يوماً مقولة في كتاب بعنوان “محمد مكية والعمران المعاصر” لمؤلفه الدكتور حسين الهنداوي والذي قد تحدث بإسهاب عن أحد أهم المعماريين العرب والذي ما زالت بصماته واضحة في كثير من المباني في عدد من الدول العربية كالعراق والكويت وسلطنة عمان والمملكة العربية السعودية وقد أعجبت كثيراً بهذه الجملة للحد الذي أردت إعادة بناءها لتكون عنواناً خاصا لهذا المقال والتساؤل الذي أضعه أمامك عزيزي القارئ : هل ستكون الجغرافيا أكثر صدقا من التاريخ عند المعماري السعودي أم سيكون التاريخ أكثر وهجاً في أعينهم ؟.

فمحمد مكية “يرحمه الله ” وفي إحدى مقولاته وأقتبس عنه ” لكل مدينة هويتها، ولو طُلب مني تصميم جامع في لندن لأعطيته ملامح إنجليزية. في نظري أن الجغرافيا أكثر صدقا من التاريخ ! ” فهوية المكان الجغرافية لا بد وان تطغى على تاريخه, فالتاريخ الحاضر للمكان ليس كل شيء للمكان بل أن جغرافية المكان هي الأهم بالنسبة له فالتاريخ يسجل كل شيء ولكن له أولوياته وأولويات التاريخ دوماً هي أولويات من يسجله ولكن الجغرافيا مختلفة عنه فهي لن تتغير كثيراً ولذلك وحتى لا نضيع تاريخ المكان دوماً بحثا عن حضارة حديثة لنراجع أنفسنا نحو جغرافية المكان الذي ننوي تطويره والتي هي الأهم إذا ما قورنت بالتاريخ وأن أدعى البعض أن التاريخ هو فقط الزمان الحاضر للمكان .

كان لمحمد مكية نظرية في العمران هي الإنسان والمكان والزمان ولكن معادلة تلك النظرية قد لا يستوعبها الجميع بنفس مستوى الشرح والعرض لها ولذلك كانت طريقته في عرض تلك النظرية هي بإظهارها من خلال المباني التي عمل عليها خاصة الجوامع التي تميزت عن غيرها بالكثير من إيضاح لتلك النظرية .

تذكرة مغادرة : يقول الكاتب الجزائري أحمد بن نعمان : ” إذا كان العالم يعرف تاريخ الزلازل، فإنه لا ولن يعرف زلازل التاريخ! “.

شارك الصفحة مع الأصدقاء :