الذهاب بعيداً

العقول لا تدرك سوى مفهوم بسيط جداً حول أي فكرة وذلك المفهوم لا يتجاوز سوى تجربة بسيطة جداً وقد لا تكون الظروف متوافقة تماماً بين الفكرة والتطبيق الذي أعتمد عليه لتقييمها مبدئيا, هكذا نحن كثيراً ما نضع أفكار الأخرين في قوالب من الرأي والتجربة التي مررنا بها فليس صحيحاً أن كل فكرة سيتحقق لها ما حدث سابقاً فالأمر هنا مرتبط بأمور أكثر تشعبا وبشكل واضح.

قوالب الرأي أو التفكير المعلب هي النتيجة المنطقية التي يحاول العقل دوماً تمرير أن ذات الفكرة تمت تجربتها سابقاً ولم تنجح ونؤمن تماماً بما يمليه علينا العقل حتى وأن كانت الظروف العملية قد تغيرت ولكن يبقى الخوف من الفشل هو ما يدفعنا للاستمرار في نفس الطريق الذي أعتدناه وكسر هذا الخوف هو ما سيذهب بنا بعيداً جداً حتى عن أكثر خيالاتنا وطموحاتنا تفاعلاً والذهاب بعيداً في التفكير من أجل فكرة هو أكثر ما يتعب أصحاب الافكار والمشاريع لانهم يصدمون أولاً بسور عالي جداً من الإحباط الذي يحيط بهم من خلال المحيط الذي يعيشونه سواء في العمل أو المصنع أو المكتب أو المنزل.

دعونا نذهب بعيداً جداً ولو لمرة واحدة ولنفكر ملياً في أنفسنا ووطننا وماذا نريده خلال عشرة سنوات قادمة من الآن ولنعمل كلا منا في دائرته ومحيطه لتلك الفكرة, فالذهاب بعيداً قد يكون أفضل فرصة لنا اليوم فمحاولات التقليد والتقييد التي تتبعها جراء تجارب الآخرين ومن خلال أفكارهم هي أحدى القيود المؤثرة التي لا تترك مجالاً للأسئلة الكثيرة المحيرة .

تذكرة مغادرة : أن عدم تجربة شيء جديد لا يعني سوى أننا لا نعرف عنه بقدر جهلنا به وذلك أسوء ما قد يحدث لنا.

شارك الصفحة مع الأصدقاء :