الخبرة غير مطلوبة!!

يشتكي الكثير من الباحثين عن أعمال من تزايد المطالبة بتوفير حد أدنى دوماً من الخبرة والتي فعلياً مع أهميتها كعامل مؤثر في اختيار الأكفأ والأمثل إلا أن هنالك من يخلط بين الوظيفة المطلوب شغلها وبين المتطلبات الوظيفية للمتقدمين عليها إضافة إلى الجدية في دراسة الاحتياج الوظيفي خاصة لكثير من الشركات والمؤسسات والتي قد يكون معيار الخبرة فيها مجرد عامل آخر لمحاولة إبعاد الكثير من المتقدمين للوظيفة وحصرها في أعداد محدودة .

الخبرة جزء مهم من السيرة المهنية لأي طالب عمل ولكن التعامل الحالي معها يبدو أن المقصود منها هو عامل سلبي وطارد للقدرات الشابة والطموحة فتلك الخبرة والبحث عنها قد لا تعدو عن كونها زمن مضى في ممارسة أعمال وأنشطة لا علاقة لها بالتخصص أو بمجمل العمل المطلوب أو أن تكون الحصيلة العلمية قد توقفت مع طالب العمل ذو الخبرة عند آخر مرحلة تعليمية مر بها وبمعنى آخر فأن الخبرة المطلوبة لابد وأن تكون خبرة واقعية مرتبطة بمجال العمل والتخصص وأن يكون المتقدم فعلياً ممارسا لذلك العمل خلال تلك الفترة وأن لا تكون عبارة عن مدد زمنية فقط .

الحقيقة أنه ما زال التنظيم المهني في الكثير من التخصصات لم يتحرك من مكانه ولذلك النصيحة هنا هي التفكير ملياً في وضع عامل الخبرة كما هو الآن في ميزان المنطقية والنصيحة الأهم للمستقبل هي البدء منذ اليوم مع حديثي التخرج وتوظيفهم وإيضاح تدرجهم الوظيفي مستقبلاً ومنذ اليوم الأول ومطالبتهم بعد ذلك بالمثابرة والإنضباط من أجل الاستمرار في ذلك المسار الوظيفي الواضح.

تذكرة مغادرة : يقول نيلس بور : ” مقابل الجملة الصحيحة هي الجملة الخاطئة… ولكن مقابل الحقيقة الراسخة قد تكون حقيقة راسخة أخرى “.

شارك الصفحة مع الأصدقاء :

نُشِّرْت في 

ضمن

للكاتب