هل تعاني مدننا غربة ؟؟

سؤال تبادر الى ذهني وتبدو الاجابة عنه محيرة فعلا ,, فهلا نبدأ في تحليل السؤال وحال مدننا لعلنا نصل الى اجابة له ,, ففي الوقت الذي افتقدت فيه المدن العربية والاسلامية نمطها السائد منذ عصور متتالية في التخطيط والنمو الطبيعي للمدينة الذي وبطبيعة الحال مر بصور وأزمنة مختلفة تتضح جليا من خلال نماذج بناء المدينة ففترات النهضة والتطوير تنعكس على مبانيها وفترات الكساد والانحصار تنعكس كذلك على المدينة فهذا شاهد معاصر على المدينة , ولكن مدننا اليوم ما الذي تعكسه لنا وعن أي فترة نهضة وتطور ام كساد وانحصار تتحدث لأن حقيقة ما ينعكس على مدننا في مجمله هو تأثيرات عمرانية ونماذج لم نقم نحن بتطويرها فهل نعتبر ذلك تقدما في تقليد الآخرين وتراجعا وكسادا في علومنا وتطورنا ؟؟.. وهل استسهلنا الحلول الجاهزة المعلبة المقدمة لنا؟؟ .. وهل أصبحت هذه الحلول كذلك مقبولة لدينا ؟؟.. مع عدم ملائمتها سواء لنا او لبيئتنا ولمجتمعاتنا ؟؟ .. وهل ذلك كجزء من القبول بالواقع ؟؟ .. وكجزء آخر من حقيقة غربة مدننا ,,, هل أساءت هذه الحلول والنماذج الجاهزة لتطور مدننا ؟؟ .. وكذلك المعايير التخطيطية الغريبة عنا والفجة تجاهنا هل ساهمت في تغيير تركيبة المدينة وإهمال بعض أبرز أولويات عمران المدينة الاسلامية والعربية كالمساجد التي لوحظ تراجع واضح جدا في دورها تجاه ادارة شئون المكان وانحصار تواجدها الى جعلها مكاننا لأداء العبادات فقط دون روحانية للمكان وبلا أي مدى تأثيري على المجتمع وتقدمت في صفوف الاولويات وسيطرت على نمو المدينة أمور اخرى كالمحاور التجارية والاسواق على سبيل المثال فضجت بها مدننا وكررت نفسها بلا وعي .

مدينة غرادية
مدينة غرادية

فإذا كانت مدننا ليست في غربة وما زلت لا توافقني في ذلك ,, فما الذي يبعثنا على تذكر قصص مدننا القديمة وتاريخها وتراثها والبيئة المحيطة بها والذي كان في زمنه امتدادا طبيعيا لتطور المدن زمنا بعد زمن وكذلك أليس لأن حاضرنا بواقعه الحالي والاجتماعي ليس الامتداد الحقيقي والطبيعي للمدينة العربية والاسلامية.

ان الحل دوما ليس صعبا في التخطيط والتصميم العمراني ولكنه يحتاج الى جهود حقيقية تمكننا من تدارك مدننا والعودة الى تاريخ مدننا العربية والاسلامية واستقاء الدروس منها لحاضرنا ومستقبلنا وسد الفجوة العمرانية بين ماضي هذه المدن ومستقبلها مما نفتقده في حاضرنا ومعرفة القيم الحقيقية لها قديما سواء كانت عمرانية او مجتمعية وتأصيلها ضمن رؤية ورسالة وقيم المدينة المستقبلية على المدى البعيد ولنركز أكثر على تأصيل الهوية لمدينة إسلامية تكون نتاجا طبيعيا لتطور مدننا .

مشاهدة : يبحث الكثيرين بأعينهم وأرواحهم عن مدن تشابه ماضيهم فليس الا حبا للماضي وحنين وطمأنينة تفتقدها مدننا اليوم .

شارك الصفحة مع الأصدقاء :