الأوصياء

كتبت منذ فترة تدوينه بعنوان صناعة الشخصيات تحدثت بها عن الشخصيات العامة والمشهورة وانهم مجرد منتجات لصناع آخرين يتحكمون فيهم ويسيرونهم وسأكتب اليوم عن هذه الشخصيات التي كانت جودة صناعتها عالية ليصبحوا “أوصياء” على المجتمع .

اذ ان مثل هذه الصناعة ومثل هؤلاء المنتجات قد يصبحوا خطرا على ثوابتنا وقيمنا اذا ما اريد بهم ذلك علما بأنهم لا يملكون الرؤيا لأنفسهم كما يملكها الصانع لهم , في وقت ما كانت هذه الشخصيات تصنع لغيرنا ويتم تقليدها من المجتمع سواء من الشباب او الفتيات وتعلق صورهم ويتفاخر بها وهي لم توجه بأجندتها لمجتمعنا ام اليوم باتت هذه الشخصيات موجهه بأجندتها وتصرفاتها لنا حتى يلاحظ ان تمييع بعض الثوابت من خلال هذه الشخصيات والاوصياء يعني تمييعها بين مجتمع ومحبي هذه الشخصيات ومحاولة رفضها من الآخرين هي مسالة مرفوضة ورجعية وتخلف .

اصبح هؤلاء الأوصياء في كل مجالات الحياة دينيا واجتماعيا وثقافيا واقتصاديا أوصياء على كل شيء ومنزهين من كل خطأ وأي تعرض لهم او مساس بهم او انتقادهم سيفتح عليك بابا من جماهيرهم العريضة لمجابهتك وكسر انتقادك بالغلبة التي تكون منهم .

انت حر في ان تقتنع بشخصية ما ولكنك ستفتقد للكثير حينما لا تضع كافة هذه الشخصيات ضمن معايير واضحة لنفسك وتبني عليها رأيك الشخصي حتى لا تكون رقما في حساباتهم الهامشية .

هؤلاء الأوصياء باتوا مع صناعهم يملكون أبرز مجالات الحياة المال والاعلام والتقنية وهذه هي منافذهم وطريقتهم يمكنك معرفتهم والاشارة إليهم ويكفيك ان تشاهد وتراقب وتصنع رأيك الخاص بك دون تأثيراتهم وتقيم رأيك ضمن معاييرك القاسية لهم .

اكتب عنهم لأننا كمجتمع اسلامي عربي ابتلينا بهذه المنتجات البائسة وبصناعها الفاشلون وبجماهيرهم التابعة وحتى لا يقع البقية في ظلالهم.

شارك الصفحة مع الأصدقاء :