لا يختلف اثنان أن كل عمران نشأ في عالمنا الإسلامي قديما كان يرتكز على المسجد الجامع للمدينة بل ويكون محورها الرئيسي الذي تتقاطع بالقرب منه دوائر المدينة المختلفة من أسواق ودار للقضاء وخلافه من متطلبات المدن القديمة إلا أن تتطور المدينة الإسلامية واجهه تغريب كان عصيا على عقول السابقين التنبه به فتحول دور المسجد من مكانته الأساسية إلى دور ثانوي فضعف دوره وتأثيره على المجتمع مما تسبب في أضعاف المجتمع القائم على أساس الوحدة والترابط والتعاون كما دلت على ذلك الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة .
فأصبحت مدننا خالية من الحياة البشرية أو الإنسانية وتغير مفهوم المدينة النابضة وأصبحت تعني تلك المدن التي تعاني من حركة التنقلات من طرف إلى آخر .
أن محاولة إرجاع مدننا اليوم لتكون أسلامية ترتكز وتدور حول مفهوم المسجد في الإسلام وإبراز دوره في حياتنا وحياة أبنائنا ليس صعبا ولكنه كغيره من الأعمال التي تحتاج إلى ذهن متفتح وعمل متقن وإخلاص في العمل.
ولكي أكون أكثر دقة ففي التمثيل الوظيفي لعنصر المسجد ضمن أي مشروع خلال الثلاثة عقود الماضية وتحليله بانه لم يتجاوز أن يكون حلا للفراغات الغير مستخدمة عمرانيا و أبعاده عن محور الاهتمام كليا فتجده منفصل وظيفيا عن أي مشروع يلحق به لعدم فهم الجهة المصممة والمطورة لأهمية دور المسجد ضمن حياة الشخص المسلم .