قبل عدد من السنوات كان هنالك تفكير أن الإنتقال من الأرياف والمدن الصغيرة والمتوسطة إلى المدن الكبرى سيحقق الطموح الذي يريده الشخص وهنالك من تمسكوا بالمعيشة في الأرياف والمدن الصغيرة ولم يغادروها أبداً سوى مضطرين لعلاج أو زيارة واستمرت الهجرة السكانية للمدن الكبرى واليوم عندمات فرغت القرى والأرياف من ساكنيها وأصبحت خالية ومهجورة لجأ سكان المدن الكبرى إلى المواقع المحيطة بالمدن من أجل التنزه وإستجلاب شيء من حياة الريف ولكن هل أنتهى الأمر عند ذلك ؟
أن الرغبة في الشعور بالحياة في الأرياف التي تصاحب سكان المدن ليس وهماً بل هو حقيقة ولكنه فتح على المدن باب واسع ومجهد حيث أصبحت كافة أطراف المدن الكبرى مهددة بالعشوائية بما احتوت من منشآت مؤقتة وزرائب للبهائم وخيام للسمر ما تلبث شيئاً فشيئاً وفي غفلة من الزمن تجد المدن نفسها في مواجهة أحياء سكنية عشوائية دون خدمات لتصطدم مرة أخرى كافة قطاعات المدينة من سيل من المطالبات لمناطق لم توجه لها بوصلة التنمية بعد وما تتضمنه هذه المطالبات من توفير للبنى التحتية والخدمات مما ينتج عنه إشغال لكل قطاع من القطاعات دون جدوى.
كل ذلك بدأ من أجل المتعة والتنزه والرغبة بالتجديد والبعد عن صخب المدن وحتى نسابق الزمن في حدوث ذلك يجب أن تبدأ المدن الكبرى في جعل الأرياف والمدن الصغيرة والمتوسطة المحيطة بها جاذبة لأهلها وساكنيها الأصليين من أجل تحقيق التوازن في التنمية والتطوير وحتى تخفف من إجهاد المدن.
تذكرة مغادرة : يقول الكاتب أنيس منصور “لا أعرف متى ظهر التصفيق في التاريخ , وأغلب الظن أنه ظهر عندما ظهر الكذب أيضاً”.