الحقائق والمخاوف

لا تبدو الحقائق مليئة بشيء بقدر ما هي مليئة بالمخاوف التي تمنعها من الظهور , المخاوف في حقيقتها هي التي تمنع الكثير منا عن تجاوز مرحلة التفكير في الخطوة القادمة إلى مرحلة تطبيقها وتنفيذها دوماً كنا متعلقين بالتردد حيال أي خطوة سواء قبلها أو بعد الإقدام عليها .
ذلك التردد وتلك المخاوف ليست وليدة لحظة بل لها أسبابها المتعددة البعض يتجاوز في مخاوفه كل شيء ليصبح متهوراً والبعض الآخر يتحفظ حيال كل شيء ليكون كالذي يقف مكانه دون حراك ويشعر أن ما يتحرك بداخله هي مشاعره وهواجسه فقط وهنا لا أعني الخوف المرضي أي (الفوبيا) بل أعني تلك المشاعر المترددة حيال القرارات الشخصية التي تمس حياة كل منا وتمنعه من تحقيق غايته .

المخاوف في حقيقتها جزء من التجربة المثيرة لنا في هذه الحياة فالتوقف عندها فقط والتردد لن يحقق شيئا وفي المقابل المجازفة بكل شيء ليست ما يحقق النجاح فعلياً, المخاوف تفيدنا غالباً وبها نستعرض سلبيات كل قرار وموقف شخصي ونتبنى موقفا دفاعياً أو هجومياً ولكن السؤال ما الطريقة السليمة للإستفادة من تلك المخاوف لتكون الإجابة دوماً عن البحث بعمق في النتيجة الحقيقة وليست بالمنافع المؤقتة الزائفة أو المصالح الفردية فقط.

أن الغموض حول بعض الأفكار والحيرة تجاهها ليست أبداً نوع من أنواع إتخاذ القرارات بل على العكس هي مستوى زائف من التردد والضعف يجعلنا نشعر بشيء زائف حول أفكارنا ونتائجها ولمعالجة ذلك يجب أن نتبع الطرق السليمة للتفكير سواء الرياضية أو العملية فهي الأسرع للحصول على النتائج الصحيحة ذات التأثير الأقوى وبنتائج ذات فاعلية وكفاءة أفضل, فإعتقاد أن البحث عن النتائج الأولية دون إستدارك لما قد تسببه تلك النتائج من أخطاء فادحة مستقبلاً فسيكون كالذي يبحث عن النجاة فقط دون أن يضع خريطة لما بعدها فقد تصيب معه مرات ولكن قد يفشل بشكل أسوأ مرات أكثر .

تذكرة مغادرة : يقول جبران خليل جبران “ الحماسة بركان لا تنبت على قمته أعشاب التردد ”.

شارك الصفحة مع الأصدقاء :