أدب العمارة

العمارة كغيرها من العلوم الإنسانية والمعرفية التي بدأها الإنسان من خلال تجاربه وخبراته ورؤيته وذوقه والفنون التي أتقنها وأضاف لها من خلال بعدي الزمان والمكان الكثير فأسهمت برفعتها وبقاءها وتطورها من خلال تلك الخصائص والصفات المختلفة والتي امتزجت سويا في إطارها المتعارف عليه سواء التي قدمها الإنسان بذاته أو كانت مضافة له عبر امتزاج ثقافات المجتمعات المحيطة واختلاطها ببعضها عبر وسائل تواصل المجتمعات قديماً وكذلك من خلال حجم الانفتاح على الآخر وتقبل معارفه وعلومه وخبراته والتي تنقل من مجتمع إلى آخر ويكون أصلها ومرجعها لدى جميع المجتمعات من خلال ذات البعدين المكاني والزماني كنوع وطبيعة المواد الأولية المحلية المستخدمة لدى كل مجتمع وطرق الاستفادة منها وكذلك العلوم والمعارف التي تنتقل من مجتمع إلى آخر إضافة إلى حدود المعرفة في تاريخ العمارة لكل مجتمع فكل ذلك نستطيع تسميته بأدب العمارة وقد حاولت وضع تعريف لكلمة أدب العمارة وتبسيطه عبر قراءة متعددة فأوجزته للكلمات التالية:” أدب العمارة : “هي عملية الفهم والإدراك لخصائص المواد الطبيعية (الأولية) التي وجدها حوله والخواص الإنسانية المختلفة التي أتقنها كالذوق والفن والمهارة ومدى القدرة على تطويعها واستخدامها والسيطرة عليها في تكوين أعقد المنشآت من خلال الاستفادة من البعدين المكاني والزماني لتلبية احتياجات إنسانية مختلفة” فهذا التعريف اعتبرته مناسبا لما تحمله كلمتي أدب وعمارة من معاني في عدد من المعاجم اللغوية, فمعنى كلمة أدب حسب مجمع المعاني الجامع هي “جُملة ما ينْبَغي لذي الصِّناعة أَو الفن أن يتمسك به” والعِمَارةُ حسب معجم لسان العرب هي ” ما يُعْمَر به المكان ” ولأن العمارة صناعة وفن في ذات الوقت فأتت الصناعة حسب معناها في ذات المعجم بأنها هي “كلُّ عِلم أَو فنّ مارسَه الإنسان حتى يمهر فيه ويصبح حرفة له” وكذلك أتت كلمة الفن لذات المعجم بأنها “مهارةٌ يَحكُمُها الذوقُ والمواهب” وكما وجدت أن معنى كلمة فن العمارة تحديدا في ذات المعجم بأنها “فنُّ تشييد المنازل ونحوها وتزيينها وفق قواعد معينة” وفي معجم الغني بأنها “فَنُّ تَشْيِيدِ الْمَنَازِلِ وَالْبِنَايَاتِ وَإِقَامَتِهَا وَفْقَ الْقَوَاعِدِ الْهَنْدَسِيَّةِ ” لذا فأن كلمتي أدب العمارة قد اشتملت في معناها على العديد من الكلمات مثل الفن والصناعة والقواعد الهندسية بشكل عام وأحيطت بالبعدين الزماني والمكاني لهما حسب المتعارف عليه لدى كل مجتمع من زينة وذوق مقبول وموهبة مميزة ومهارة حاذقة.

شارك الصفحة مع الأصدقاء :

نُشِّرْت في 

ضمن

للكاتب