ريادة الأعمال والرغبات

هل تملك إجابة عن كل سؤال في ريادة الأعمال؟ بطبيعة الحال لن تكون كذلك ! وهذه فرضية وهكذا هي الحال على كافة العناصر المؤثرة في ريادة الأعمال إبتداء من الفكرة وإنتهاء بالتشغيل والإستمرار أو التوقف والعودة مرة أخرى نحو تصحيح الأخطاء من حيث بدأت, قبل البدء في المشروع لن تملك سوى الأسئلة وقليلاً من الإجابات و عند التشغيل الفعلي ستمتلك كافة الإجابات لأنك ستتعامل مع الواقع بشكل فعلي والغرق هنا هو في كمية المعلومات والتفاصيل التي أضيفت لك عن المشروع.

ما نبحث عنه كرواد أعمال هو الاجابات الكثيرة نحو الأسئلة التي نكررها بإستمرار ولعل الطريقة المثلى لذلك من تجربتي الشخصية هو تنظيم الاسئلة وكتابتها على نحو تكون فيه محددة وقابلة للإجابة مع ملاحظة أن عملية طرح الأسئلة لن تتوقف أبداً فعند كل مرحلة من مراحل العمل تجد إجابات وتبرز أسئلة جديدة أخرى تحتاج منك الإستمرار لإدراكها.

السؤال الذي يواجهه كل شخص مقبل على النشاط التجاري ما هو النشاط الذي سيحقق لي دخلاً عالياً ،، في حقيقة الأمر أن إجابة هذا السؤال العائم هو مجموعة من الأسئلة التي يجب أن يجيب عليها ريادي الأعمال ومن سوء الحظ أن الإجابات ليست متوفرة في الكتب أو اللقاءات أو الملتقيات ولا حتى في محرك البحث قوقل بل الإجابة الفعلية تكمن في الرغبات الخاصة بريادي الأعمال والتي تؤثر بالمشروع بشكل كبير ومن حيث لا يعلم, عوضاً عن ما يمارسه بعض رواد الأعمال بإستراتيجية التجربة والتصحيح فيستهدفون نشاطات معينة ولكنهم لا يملكون القدرة الكافية على إدارتها ومثال ذلك إمتلاك مشروع يسهم في ترفيه الأطفال مع عدم الإستطاعة على تحمل إزعاجهم ومضايقاتهم أو الرغبة في العمل بمحلات الورود والزينة وتغليف الهدايا دون أن معرفة أساسيات ذلك العمل مما لا تستطيع تعلمه أو تطوير مهاراتك فيه أو قد تعجب بالمشاريع الجديدة المنتشرة كعربات الطعام ولكن دون القدرة على تحمل البقاء في منطقة ضيقة أو وجود مشكلات صحية كالحساسية وغيرها ,, ريادة الأعمال لن تعتمد على يد أخرى سوى يدك خاصة في البدايات.

أن رغبات ريادي الأعمال هي المحرك الأساسي لمشروعاتهم وهي أمر هام وتجاهلها أو التحدث عن القدرة على التحكم بها مستقبلاً أمر غير واقعي ومن المؤسف ما سيواجهه المشروع من تحديات خاصة بريادي الأعمال خلاف التحديات التي يواجهها المشروع بذاته ولتكن النصيحة بجمل كما يقال ونصيحتي “ولتكون فكرة مشروعك نابعة من رغباتك وشخصيتك وأسلوبك ففي النهاية سيعبر المشروع عنك وليس عن غيرك”.

تذكرة مغادرة : يقول الأديب المصري فاروق جويدة : ” نرى وجوها كثيرة، ويبقى في أعماقنا وجه واحد”.

شارك الصفحة مع الأصدقاء :