خلال الاسبوع الماضي كنت أحد حضور فعاليات المنتدى السعودي للأبنية الخضراء من ورش عمل ومحاضرات ولقاءات ثنائية وعلى مدى اربعة أيام كان هنالك الكثير من المتحدثين والكثير من الفعاليات والأنشطة التي ساهمت كثيرا في توضيح جهود بعض الجهات الحكومية وشبه الحكومية والشركات الخاصة في تطبيق مفاهيم الابنية الخضراء على المشاريع إلا ان هنالك ما شدني في مثل هذه الملتقيات والمؤتمرات الا وهو تعاملنا مع مثل هذه المفاهيم بشكل أكثر جدية فتطبيق المفهوم ليس كقبوله , التطبيق يحتاج معه الى تغيير أنظمة وتشريعات عامة وهامة وفي كثير من الإجراءات والتعليمات والأنظمة المعمول بها حاليا والأكثر من ذلك يحتاج الى قيادة لهذا التغيير فلم يعد مقبولا ان تخرج مشاريعنا من مكونات القطاع الهندسي وهي مترهلة ومضره بنا وببيئتنا .
مفهوم الابنية الخضراء ككثير من المفاهيم التي نتعامل معها بحذر شديد مع ان هذا الحذر اصبح ذو نتائج سلبية علينا كمجتمع وكموارد طبيعية فحساسية قبول التغيير لدينا ومحاولة مقاومته عالية جدا وكل ذلك خشية الخطأ !!.
ان وصول الاخرين قبلنا ليس سببه انهم يملكون شيئا لا نملكه بل لانهم يتعاملون بمرونة أكثر منا حيال التغيير ويسعون الى تنظيم الاعمال وتطوير الفعالية من خلال ادوات وقدرات حديثة وتفعيل التقييم وقياس الاداء بشكل أكثر جدية منا , فتجد أننا توارثنا مفاهيم إدارية عفى الزمن عليها كـ “الصلاحيات تؤخذ ولا تعطى” لأنها نتاج عقم اداري في فهم تفويض الصلاحيات والذي تشتكي منه كثير من القطاعات ويساندها في ذلك نظام وتعليمات وتعاميم يومية ودورية لا تؤدي الا الى تأسيس مركزية في اتخاذ القرار مرتبطة بجهة واحدة او شخص واحد ومع كل هذه المركزية تجد أن كل جهة لدينا ترمي بمسئولياتها وأخطاءها وعجزها على الجهات الاخرى سواء الاعلى سراً أو المساوية وظيفيا جهراً.
الاستدامه
سنستمر في عقد المؤتمرات واللقاءات والمنتديات التي تتحدث عن مفاهيم متطورة لنستحث بها الجهات الحكومية والقطاعات المؤثرة للتغيير في القرارات وقبول هذه المفاهيم المتطورة والمرنة وتطبيقها والمستغرب انها تقتنع بها على مستوى المشاريع الرائدة والعاجلة وتتخلى عنها في مشاريع أكثر أهمية تمس المجتمع وسنستمر في المطالبة بأن تنشأ كيانات تنظم كل شيء لنا , مع أننا لسنا في حاجة الى ذلك فجميعا متفقون على أن مفهوم كالأبنية الخضراء على سبيل المثال نحن في حاجة لتطبيقه على كافة مشاريعنا الا اننا اختلفنا في من يبادر الى ذلك خوفا من الفشل الذي لا يترافق سوى مع الذين يعملون ونحتاج قبل ذلك كلة الى تغيير في بعض المفاهيم الادارية لبعض القيادات الادارية لدينا ليكون المفهوم تكامليا وليس تنافسيا .
