إدارة المشاريع

كثر الحديث عن المشاريع وإدارتها وتحدث في هذا العلم أهله وسواهم من الذين تقمصوا المعرفة في كل شيء فلم يأتوا سوى بالعجائب للأسف الشديد ولم تنتج عنهم سوى مشاريع عرجاء ليست كاملة ولكل ذلك أسبابه الهيكلية والتنظيمية والإدارية والمجتمعية المختلفة وليست اليوم محور حديثي هذه الأسباب ولكنني لجأت لهذه المقدمة لأنها نقطة هامة بداية في تحديد بعض أسباب فشل المشاريع لدينا أو على أقل تقدير قصور في نجاح المشاريع على حساب جوانب أخرى منها إضافة إلى ترك جوانب عديدة دون المساس بها , فالمشاريع باختلاف أهدافها وأنواعها هي بطبيعة الحال كالمفهوم التالي : ” وضع مستقبلي مرغوب مقابل وضع حالي مراد تغييره ” ولكن الوضع المستقبلي قد يكون كذلك مؤثرا ليصبح وضعا غير مرغوب فيه .

فتعدد الجوانب السلبية والعديدة للمشاريع كان بالإمكان تداركها بقليل من التفكير من خلال وضع رؤية إستراتيجية للمشاريع وتحديد أهداف ذكية تتسم بالمرونة العالية التي يمًكن معها مدير المشروع وفريقه من العودة مرة أخرى إلى طاولة التخطيط للتعديل والتطوير المستمر كتحسين مستمر في الرؤية والأهداف والإستراتيجية للمشروع ورسم نتائج متوقعة ودقيقة عن المشروع وحساب كافة التأثيرات من وعلى المشروع , فالمشروع وخلال فترة تنفيذه وبعد إتمامه يمر بمراحل لم يتخيلها مدير المشروع في وقت التخطيط ويكتسب صفات مستحدثة لم يتعايش معها فريق العمل قبل التنفيذ , إضافة إلى تغافل أهمية تأثيرات أخرى على المشروع قد توضع كأسباب ثانوية بشكل خاطئ كالموافقة مثلا على البدء في مشروعين في موقع واحد أو قريبة من بعضها وذلك بسبب عدم التخطيط السليم للمشاريع عموما وتأثيراته كذلك على النواحي الأخرى المحيطة بالمشاريع كالتأثير على الموارد البيئية والطبيعة أو التأثير على المجتمع المحيط بموقع المشروع أو المستفيدين من المشروع وخلافه من الأمور التي حتى الآن لم تتضح الجدية في التعامل معها وبالإمكان اختصار كل الجهود في هذا المجال على اعتبار انه “ركض في مكان واحد” .

كما تسعدنا أخبار المشاريع التنموية في كل أرجاء مملكتنا الحبيبة نحتاج أيضا إلى أن نطمئن إلى طريقة أدارتها وتخطيطها وتنفيذها,وكذلك إلى تطوير مفاهيم كثيرة تتضمنها إدارة المشاريع كالجودة والأصالة العمرانية, نحتاج إلى أن نطور مفهوم إدارة المشاريع لدينا ونخرجه من قوقعته التي وضع فيها قصدا ليكون أشمل ليتضمن دورة حياة المشروع كاملة وليس كما هو الحال اليوم “خبط عشواء وان تصب”.

قليل من الجهد الإضافي وقليل من الصبر وزيادة في تنظيم الأمور الهيكلية والإجرائية قبيل اعتماد المشروع وحين التنفيذ وبشكل مهني وفني وبدرجة عالية من الاحترافية والخبرة سيكون مؤثرا بشكل مذهل على مشاريعنا التنموية .

شارك الصفحة مع الأصدقاء :