يعتبر الرصيف أحد أهم الأدوات المنظمة لعمران المكان فهو جزء من تحديد الفاصل بين الملكية الخاصة والعامة وهو جزء من عملية التنقل في المكان ويعتبر الاهتمام به عاملا مؤثرا في تحسين جودة الحياة في المدن فعلى سبيل المثال يعد تحسين الرصيف وتهيئته جزء هام من تهيئة المدن للوصول الشامل وكذلك هو جزء من رفع مستوى الأمان للمشاة ، تعبر عنه تصاميم أنسنة المدن أنه تصميم متجاوب مع الاستخدام.
يستخدم الرصيف كجزء من الفراغ العام للمكان ويتم تهيئته ليكون جزء فاعلا في خطط المدينة المتعلقة بعدد من الاستراتيجيات مثل التنقل ويتداخل مع مكونات أخرى في المدينة مثل مقاهي المدن وأروقتها وأسواقها المفتوحة وساحاتها العامة ، يتم رصفه بمواد عديدة باختلاف الأغراض المستهدفة منه مثل أن يشكل ليكون مسارا خاصا للاحتفالات العامة في المدن أو يرصف ليكون ممرا جانبيا للمشاة.
واقع حال الأرصفة أنه يتم تجاهلها أثناء التخطيط والتصميم والتنفيذ ويترك العمل عليه لتقدير ورغبة وفكر عاملي التنفيذ ورؤيتهم وتستخدمه كافة القطاعات لتغرز فيه لوحاتها وأجهزتها دون إدراك للهدف الأساسي منه ومن وجوده, قد تتفاجئ حينما تتناقش مع مسئولي المدن حيال أرصفة المدن ومشاكلها فهم سيتفقون معك على أهميته وتأثيره ولكن في ذات الوقت لن تجده ضمن أولوياتهم العمرانية للمدن !.
السؤال الذي أتى وقته ما الذي يجب فعله لتدارك أمر الأرصفة في المدن والإجابة هي أنه لا يكفي أن يكون ضمن مفهومنا الصحيح بل يجب وضع خطة إستراتيجية لتحسين حال الأرصفة تعمل هذه الإستراتيجية على إيجاد أكثر من معيار تصميمي ضمن المشاريع سواء الخاصة أو العامة ووضع ضوابط وسن تشريعات تلزم بإعادة ما أخذ من الأرصفة إعتداء أو تجاهلا أو إخفاقا وبخلاف ذلك سيستمر المشاة في المدن من السير على الطرق وترك الأرصفة لعدم تحقيق منفعتها أو لعدم وجودها من الأساس.
تذكرة مغادرة : المدن التي لا تستطيع التعامل مع أرصفتها ,, كيف لها أن تتعامل مع ما هو أكبر! .