المعرفة ليست حقيقة، الجهل هو الحقيقة، تستطيع تحديد ما هو الجهل ولكن لن تستطيع تحديد ما هي المعرفة، البشر جميعهم حينما يلجأؤن الى التعليم فهم في الحقيقة يهربون من شبح الجهل إلى بحر المعرفة.
السؤال الدائم هل هنالك حدود للمعرفة، والإجابة هي أن حدود المعرفة ليست سوى إطار وهمي وحدود وضعها البشر لرغبتهم التوقف عند مرحلة معينة من المعرفة فتجاوزا ذلك حينما تمت تسمية المستويات الأكاديمية فأصبحت هي معيار وحيدا للمعرفة والواقع يقول أنها ليست كذلك.
دوما ما كان الابتكار هو إطار المعرفة الفعلي ولكنه خفي بسبب ما يملكه الابتكار من تجدد دائم يبقى لزاما علينا أن نجعل منه هدفا لأي من أفكارنا وأنشطتنا ونتيجة حتمية لكل المعلومات والبيانات التي نمتلكها ونستخدمها في تنفيذ اهداف فعالياتنا وبرامجنا.
للوهلة الأولى يمكننا القول أن جميع المدن حول العالم هي مدن قابلة للكسر ولكن بدرجات متفاوتة يحكم هذا التفاوت مدى تنبه إدارات المدن للمخاطر المحدقة بالمدن فبعض المدن تنبهت للمخاطر وعملت على إعداد شبكة حماية من المخاطر والكوارث والأزمات التي قد تمر بها المدن ووضعت ذلك ضمن سيناريوهات محتملة وبعض المدن الأخرى ما زالت تضرب أسوء الأمثلة بضرب كل شيء بعرض الحائط متجاهلة أن الخطر قد يقع دون مقدمات وحتى نتمكن من معرفة إذا ما كانت أي من المدن لديها قابلية للكسر وبأي درجة لنبحث عن إذا كانت تملك المدينة خطة طوارئ لمواجهة الكوارث الطبيعية والبيئية المختلفة وما إذا كان لديها مواقع للأيواء وعلاقتها بالمدينة ومدى أرتباطها بالمواقع الطبية ومصادر الموارد المختلفة وهل يتم تحديث أنظمتها وهل تطالب المدينة ضمن أنظمتها البنائية تشييد جزء من المباني ليكون موقع للأيواء ودون تجاهل لأهمية البحث عن الأمن المائي والغذائي للمدن وهل تعتمد في ذلك على مصادر محلية أو اقليمية أو وطنية أم أنها عالمية المصدر.
هنالك دوما حاجة لتكون المدن أكثر قوة في مواجهة الكوارث والأزمات وتجاهل ذلك يعني عدم قدرة متخصصي تخطيط المدن تحديداً بحكم تخصصهم على قراءة تاريخ المدن والأحداث التي مرت بها مختلف مدن العالم العريقة وأصبحت لديها مناعة وخطة وكذلك قدرة على التنبؤ بالمستقبل وبناء سيناريوهات مختلفة وقد تتفق معي أن مهمة مواجهة الأزمات هي مهمة الجميع أثناء حدوثها ولكنها مهمة مخطط المدن قبل حدوثها لتدارك أي خلل قبل أن يحدث وهذا ضروري لمخططي المدن في إدراك مخاطر المدن وتعلم سبل إدراتها.
المدن تحافظ على مكتسباتها وتضع خطوط دفاع أولى لمواجهة كل عارض قد يحدث وأي مدينة لا تفعل ذلك ستكون عرضة للكسر, ومرة أخرى فحدوث شيء بشكل مفاجئ ومع أحتمالية ضئيلة جداً لا يعني أنه لن يحدث أبداً فالإحتمال الضئيل جداً هو فخ لا يتطلب وجود معجزة ليحدث .
تذكرة مغادرة : يقول فريدريك نيتشه ” لا تبالي ، اللامبالاة تغنيك عن كثير من المتاعب”.
يعتبر القرار العمراني في المدن أحد أكثر الأمور حساسية تجاه واقع ومستقبل المدينة ولو تمت مراجعة لكل الأفكار التي تدور في المدن اليوم لوجدنا أنها تدور حول القرار العمراني بشكل خاص أو القرار بشكل أكثر عمومية.
ولكن لماذا نحتاج إلى تحسين مخرجات القرارات العمرانية في المدن, فعلى سبيل المثال عند التفكير في إعداد نموذج تسويقي لإحدى المدن وبناء هوية مدينة أو طابع معماري لها, فأن أول ما نفكر فيه هو كيفية الإلتزام بحدود وضوابط معينة حتى لا يستمر التأثر الموجود بالتزايد ويصبح تركيزنا نحو تدارك ما لا يمكن تداركه, فهو كالوقوف عكس التيار.
أذن ما الذي نحتاج إلى عمله ؟ يجدر بالمدن أن تعمل على تأسيس مراكز للقرارات العمرانية في المدن وتهدف هذه المراكز إلى تقييم حالة المدن عمرانيا وبعيدة عن العناصر الأخرى الأقل تأثيراً والإعداد لمؤشرات عمرانية حديثة بخلاف تلك المؤشرات التي أصلت من أن تصبح المدن نموذجية بشكل بحت.
من المؤشرات التي أقترح بناءها ضمن مراكز القرار العمراني في المدن هو مؤشر الرصيد العمراني للمدن حيث يبين هذا المؤشر حجم ووزن الرصيد العمراني لأي مدينة مقارنة بالمدن الأخرى كافة ويضع للمدن مؤشراً أكثر وضوحاً وتبياناً لواقعها العمراني ومن المؤشرات الرائعة أيضا مؤشر الإستفادة من معلومات المدينة وما الذي تحققه المدينة على صعيد البيانات التي تمتلكها والتي تنتج كل لحظة في أرجاءها, فمعرفة هذه المؤشرات حقاً يضعنا أمام واقع المدن دون تزييف يؤثر سلباً على القرار العمراني في المدن.
تذكرة مغادرة : يقول مصطفى صادق الرافعي “ولا أرى غيرَ شيئين لا يتخطى إليهما عقلُ الإنسان ولا تنالُهما لغته، ما وراء القلب، وما وراء الطبيعة”
هل تملك إجابة عن كل سؤال في ريادة الأعمال؟ بطبيعة الحال لن تكون كذلك ! وهذه فرضية وهكذا هي الحال على كافة العناصر المؤثرة في ريادة الأعمال إبتداء من الفكرة وإنتهاء بالتشغيل والإستمرار أو التوقف والعودة مرة أخرى نحو تصحيح الأخطاء من حيث بدأت, قبل البدء في المشروع لن تملك سوى الأسئلة وقليلاً من الإجابات و عند التشغيل الفعلي ستمتلك كافة الإجابات لأنك ستتعامل مع الواقع بشكل فعلي والغرق هنا هو في كمية المعلومات والتفاصيل التي أضيفت لك عن المشروع.
ما نبحث عنه كرواد أعمال هو الاجابات الكثيرة نحو الأسئلة التي نكررها بإستمرار ولعل الطريقة المثلى لذلك من تجربتي الشخصية هو تنظيم الاسئلة وكتابتها على نحو تكون فيه محددة وقابلة للإجابة مع ملاحظة أن عملية طرح الأسئلة لن تتوقف أبداً فعند كل مرحلة من مراحل العمل تجد إجابات وتبرز أسئلة جديدة أخرى تحتاج منك الإستمرار لإدراكها.
السؤال الذي يواجهه كل شخص مقبل على النشاط التجاري ما هو النشاط الذي سيحقق لي دخلاً عالياً ،، في حقيقة الأمر أن إجابة هذا السؤال العائم هو مجموعة من الأسئلة التي يجب أن يجيب عليها ريادي الأعمال ومن سوء الحظ أن الإجابات ليست متوفرة في الكتب أو اللقاءات أو الملتقيات ولا حتى في محرك البحث قوقل بل الإجابة الفعلية تكمن في الرغبات الخاصة بريادي الأعمال والتي تؤثر بالمشروع بشكل كبير ومن حيث لا يعلم, عوضاً عن ما يمارسه بعض رواد الأعمال بإستراتيجية التجربة والتصحيح فيستهدفون نشاطات معينة ولكنهم لا يملكون القدرة الكافية على إدارتها ومثال ذلك إمتلاك مشروع يسهم في ترفيه الأطفال مع عدم الإستطاعة على تحمل إزعاجهم ومضايقاتهم أو الرغبة في العمل بمحلات الورود والزينة وتغليف الهدايا دون أن معرفة أساسيات ذلك العمل مما لا تستطيع تعلمه أو تطوير مهاراتك فيه أو قد تعجب بالمشاريع الجديدة المنتشرة كعربات الطعام ولكن دون القدرة على تحمل البقاء في منطقة ضيقة أو وجود مشكلات صحية كالحساسية وغيرها ,, ريادة الأعمال لن تعتمد على يد أخرى سوى يدك خاصة في البدايات.
أن رغبات ريادي الأعمال هي المحرك الأساسي لمشروعاتهم وهي أمر هام وتجاهلها أو التحدث عن القدرة على التحكم بها مستقبلاً أمر غير واقعي ومن المؤسف ما سيواجهه المشروع من تحديات خاصة بريادي الأعمال خلاف التحديات التي يواجهها المشروع بذاته ولتكن النصيحة بجمل كما يقال ونصيحتي “ولتكون فكرة مشروعك نابعة من رغباتك وشخصيتك وأسلوبك ففي النهاية سيعبر المشروع عنك وليس عن غيرك”.
تذكرة مغادرة : يقول الأديب المصري فاروق جويدة : ” نرى وجوها كثيرة، ويبقى في أعماقنا وجه واحد”.