خلال السنوات الماضية مرت العديد من المدن بمراحل جادة في فكرة تسويقها والبعض منها نجح في تحقيق تلك المستهدفات والبعض الآخر نجح بشكل مؤقت ولحظي وأنهار كلياً بعد توقف الدعم ولكن الكثير من المدن فشلت في تحقيق أي شيء يخص تسويق المدن، ولكن من النادر أن تجد مدينة حظيت بكل شيء دون أن تضع خطة لكل شيء.
من المنصف عندما نراجع جهود تسويق المدن أن لا نضع الأمور في زاوية النقد بل من زاوية تحليل الأخطاء لتلافيها مستقبلاً، العديد من المدن وضعت خططها بناء على رؤيتها وإستراتيجيتها وكذلك عقود إستشارية متخصصة من أجل تحقيق غاية المشروع في تسويق المدينة ولكنها أغفلت أهم عنصر في بناء كل ذلك وهو تجربة المستفيد أو الزائر بل تجرأت إلى الحد أنها امتلكت حق الحديث نيابة عن الزائر أو السائح في الحديث عن تجربته!.
لا نستطيع الحكم بأي من تلك المدن نجح في تسويق المدينة أو فشل ولكن حتى نحدد ما هي المدينة التي نجحت إدارتها في تسويقها يجب أن نضع معايير نقيس عليها ودوماً ما أميل نحو معيار ماذا سنجد في ذاكرة الزوار عن المكان؟ فالتجربة وما يبقى منها في ذهن السائح أو الزائر هو هدف قد تحقق فعلياً من خطة تسويق المدينة ويجب إستخلاصه وتحليله وتصحيح الأخطاء أن وقعت.
الطائف أو بستان مكة أو عروس المصايف أو مدينة الورود هي المدينة التي حظيت بكل شيء وكل مسمى من هذه المسميات هو دلالة نحو تجربة مختلفة ومميزة وهذا الأمر ليس جديداً على الطائف بل هو ذاكرة سكان مدينة مكة المكرمة وجدة عن الطائف المأنوس وهذا الأسم كذلك هو أحد أسماءها التاريخية.
الطائف لم تضعها الاستراتيجيات على خارطة السياحة بل وضعتها تجربة الزوار فهي ليست فقط طبيعة جبلية جميلة، بل تاريخ وأدب وفن، وقل أن تجد حاضرة تقارب حاضرة مثل مكة المكرمة ويبقى حضورها بهياً على مدى التاريخ، الطائف أنموذجاً مختلفاً في تسويق المدن.
تذكرة مغادرة : يقول آرثر شوبنهاور (المهارة تصيب هدفاً لا يمكن لأحد أن يصيبه، أما العبقرية فتصيب هدفاً لا يمكن لأحد أن يراه).