يعتبر خط السماء احد اهم العناصر الجمالية بالمدن ويعبر عنها كثيرا بالمباني العالية او الجبال او طبيعة وجغرافية المدينة لتزينها تصميمات نهايات المباني ورؤوس الجبال والهضاب والذي بالإمكان ان اشرحه لغير المتخصص بأنها الصورة الاولية للمدينة من حدودها الخارجية من مسافة ليست ببعيدة او المنظر الذي تشاهده حينما تنظر للمدينة من أحد المرتفعات داخل المدينة.
ولعلي استجلب من مخيلتي احد المواقع التي كنت اتردد عليها في مدينة ابها والتي كان يتيح لي مشاهدة كامل اطراف المدينة منه ويزيده جمالا ونظرة مساءا هو تألق الجبل الأخضر اعلى أطراف المدينة فلذلك المكان جماله وسحره خاصة اذا ما خالطته السحب حولي لتختفي المدينة وتظهر من جديد وكأنني أمام لوحة جميلة متحركة.
ولا انسى ايضا جمال إطلالة مدينة رسول الله صلوات الله وسلامه عليه للقادمين من جدة وبعد ان كانت زمنا تتباهى المدينة بمآذن المسجد الحرام لتشرق انفاس القادمين وتزيد الابتهاج بالأنفس ليختفي المسجد النبوي ومآذنه عن سماء المدينة ولتزاحمه المباني الشاهقة بجواره مشوهة لخط السماء ومفسدة لأحد أسباب الراحة النفسية التي قد لا يحسها الان سوى من أعتاد زيارة المدينة قديما .
فخط سماء المدن ليس منظرا جماليا فقط ولا صورة تخيلية او اضافة لا تزيد شيئا على المدينة بل يكاد يكون الهوية الرئيسية لبعض المدن والاولى ان نبدأ الاهتمام به كذلك وبعناصر جماليات المدن الاخرى ونتيح لمدننا ان تكون أكثر جمالا حتى تنعكس بجمالها على أرواحنا لتترك كل مدينة نزورها أثرا يبقى مع الزمن .
