معايير الراحة الحرارية وأنظمة البناء

يعلم الكثير من المهتمين بالبيئة والعمارة بمعايير الراحة الحرارية والتي تسمى بجدول المهندس ماهوني (MAHoni) والذي تعتمد اجمالا على دراسة درجات الحرارة العظمى والصغرى وكذلك درجات الرطوبة في اوقات مختلفة لمنطقة ما ومن ثم تحليلها حسب الجدول وإعطاء توصيات متعددة للبناء تشمل نوع المواد المستخدمة ونظام البناء وتوجيه المبنى والاستفادة من الظلال وحركة الشمس ونوع وطبيعة العزل وفتحات التهوية وحجمها بالنسبة للحوائط فلكل موقع معايير راحة حرارية خاصة به ونوع مختلف من البناء وهذا ما هو معمول به منذ زمن بعيد في العديد من الدول فتلك المعايير وان استفيد منها خلال التجربة والاختبار في مباني القديمة الا انها غابت كليا عن المباني الحديثة عامة والسكنية بشكل خاص فأصبحت انظمة البناء لمدينة مثل نجران هي ذاتها انظمة البناء لمدينة الرياض وابها والطائف وتبوك ومع اختلاف طبيعة الجو بين المدن التي ذكرتها وبين مدن ومناطق المملكة العربية السعودية إلا ان توحيد نظام البناء أصبح مؤرقا .

فيما يفضل ان تكون المباني في المدن عالية الرطوبة بأن تكون مباني ذات تخطيط متضام وفي المدن التي يكون الجو العام بها جاف يفضل ان تكون المباني متباعدة والممرات غير مستقيمة وكذلك تبقى مسالة تقدير طبيعة المكان غير مفهومه وغير مطالب بها فبينما من المفترض ان تكون النوافذ في مدينة كأبها صغيرة ومرتفعة يجب ان تكون في مدينة كينبع كبيرة ومنخفضة.

ان كل تلك المفارقات العجبية في طريقة البناء الصحيحة لكل مدينة ناتج عن الطريقة الصحيحة للتعامل مع البيئة المحيطة وهذا للأسف ما لا يتم وتفتقد له مساكننا بشدة وجعل من مدننا مباني متكررة في كل شيء .

شارك الصفحة مع الأصدقاء :