العالمية ليست إنشاء فروع خارجية ولا تنفيذ مشاريع خارج الحدود الجغرافية للأوطان بل هي تطور في مفهوم القيادة فمصطلحات مثل السوق العالمية والشركات متعددة الجنسيات هي مصطلحات جديدة تعني تطوراً في مفهوم الإدارة بشكل عام.
تتهافت الشركات العالمية يوماً بعد آخر إلى الدخول في الأسواق الجديدة بغية زيادة مبيعاتها وتوزيع منتجاتها مما ينعكس إيجاباً على أرباح تلك الشركات فالملاحظ أن نجاح تلك الشركات العالمية كان بسبب تحسين جودة العمليات الإدارية المختلفة تجاه العميل الداخلي “الموظفين” أولا باعتبارهم سراً من أسرار ازدهار الشركات العالمية وقد يكون كذلك سبباً في إفلاسها وخروجها من الأسواق ،، هذه الشركات تميزت بأن حدودها المكانية هي الكرة الأرضية بأسرها وحدودها الزمنية هي المستقبل البعيد, فالقاعدة التي تسير عليها هذه الشركات أن التغيير حتمي ومستمر وهو الأرضية الحقيقية التي تقف عليها تلك الشركات العالمية, فعلى مستوى إدارة الموارد البشرية مثلاً تبقى هذه الشركات ترفع أكثر أعلام الدول وذلك لتعدد جنسيات موظفيها وكذلك تعدد ثقافاتهم وهذا مما يحتم عليها أن تكون مرنة في أتساع تلك الثقافات المتعددة وقبولها وأما على مستوى الموارد والتمويل فهذه الشركات تسعى دوماً للاستفادة من الموارد المحلية المتوفرة لها ضمن المواقع التي تتواجد بها فهي عند دراسة السوق الجديد للدخول فيه تتناول كافة الاحتمالات المختلفة وتؤسس نهجا محلياً تتفق مع رؤيتها واستراتيجيها العليا مما لا يخلق معارضا أو ازدواجية لها في المستقبل، تبقى الشركات العالمية تبنى دورها على سواعد القائد العالمي والذي هو بطبيعة الحال متميز ويجب أن تتحقق فيه العديد من المهارات والقدرات المختلفة ومنها المعرفة والمرونة والثقافة العالية المتعددة والحكمة وكذلك التخيل فالمرونة مثلا مهمة للاحتياج إلى التغيير المستمر فالقائد العالمي ليس فكرة تخيلية بل هو حقيقة واقعية وتكمن سر المعرفة لديه أنه ليس بالضرورة أن يكون عپقريا ولكن يجب أن يمتلك الإمكانية للتفكير بطرق مفتوحة ولابد للقائد العالمي أن يمتلك الحكمة ليدير دوما عمليات إعادة الهيكلة المستمرة لأنها ستصبح أمرا حتميا في مستويات القيادة العالمية.
القيادة العالمية هي سلوك وقوة بذات الوقت فهي عمل عقلي مستمر وتنفيذ بفاعلية عالية وتبقى أهمية عامل الثقافة لدى القائد أنها الأسلوب الأجدر والأحدث لإدارة فرق العمل متعددة الجنسيات .
