المدن المنسية

وان كان المصطلح المدن المنسية او المدن الميتة حسب موقع ويكيبيديا يتحدث عن مجموعة كبيرة من المواقع تتجاوز السبعمائة من المباني والقرى الأثرية تقع شمال غرب سوريا الا انني سأعوج معناه حسبما أرغب لأحقق النظرة الواقعية للمدن التي نعيش فيها فقط هي المقابر التي تكون تراص القبور فيها برتابة مملة ومثلها المدن اليوم فحتى الافكار التخطيطية البديعة لا تتجاوز سوى الندر اليسير من مساحة المدينة بأحسن الأحوال .

المدن الميتة من وجهة نظري هي من تتعامل مع ساكنيها كتعامل المقابر مع أهل القبور فهي فقط للسكنى ومثوى انتظار لحياة ابدية أخرى وكأن الحياة الدنيا بزينتها ومتاعها الحلال الذي وهبه الله عزوجل للبشرية محرم ان نتنعم به لسبب ما , نعم كذلك التخطيط العمراني حينما يخطئ مرة في حق المكان ليجعل منه جحيما يوميا ويخطئ مرة اخرى في حق الزمان ليؤثر فيك حتى في نومك .

الجهل المركب الذي تعانيه مدننا خصوصا في التخطيط العمراني ليس مرده للمخططين أنفسهم ولكنه كحال كثير من الامور التي همشت ووضع قرارها المصيري في يدي الجاهلين حتى بأسس التخطيط العمراني ومع تفاؤلي الكبير في نواح عدة انه بالإمكان التعديل والتطوير والتلافي الا ان التخطيط العمراني للمدن ونتيجة لما كان يحدث بها منذ زمن من إهمال وتجني وتسلط وسوء تصرف لن يفيد معها وستتوقف عجلة النمو والإصلاح والتطوير يوما كحل عقلاني لأنها ستكون قد تفاقمت الى حد يصعب معه كل الحلول التلطيفية للوضع السيء للمدن .

فبداية انشاء المدن الحديثة لأهداف مختلفة وان كانت فكرة قد طبقت من زمن بعيد وهدفها العمل على أرض واعدة لم تمسها تصرفات هوجاء الا انه اليوم يعتبر بداية اغلاق لمدن لم تعد صالحة للسكن البشري بل لم تعد بشرية بالكلية .

التخطيط العمراني يمكنه تدارك الوضع في كثير من المدن الصغيرة والمتوسطة ولكن هل لدينا القدرة والرغبة لتغيير مفاهيمنا وبعض الانظمة والقوانين التي تسببت في خلق عبث أصبحنا مع الزمن نسميها مدن ولكنها مدن ميتة لنضع خطوات فاعلة في طريق الفهم الصحيح للمدينة والحضارة ولتصب جميعها في حياة هانئة ونعيم دنيوي يؤثر بشكل إيجابيي على ساكنيها .

شارك الصفحة مع الأصدقاء :