جودة القيادة طريق لقيادة الجودة

يقول أفلاطون:” لا تطلب سرعة العمل بل أطلب تجويده , فأن الناس لا يسألون عن مدة انجازه وإنما ينظرون إلى إتقانه وجودة صنعته “.

باستعادة المعلومات العامة لمواصفات الآيزو ومراجعة سريعة للمواصفتين آيزو9000 و آيزو 14000 , إضافة إلى أبرز التغييرات التي ستطال الإصدار الخامس من مواصفة آيزو 9001 والتي ستطبق خلال الأعوام القادمة وكيفية التعامل معها تبادر إلى ذهني استفسار عريض وهو ما الذي يؤخرنا في تبني مفاهيم لها عشرات السنين وقد كانت للآخرين تجارب ناجحة ولها نتائج فاعلة ؟ وما الذي يجعلنا نبقى في البدايات دوماً دون حراك لتأخذ منا البداية وقتاً طويلاً أكثر بكثير من الآخرين حول العالم, الجودة ليست نظام تشغيل أو تطبيق آلي نستطيع استبداله بوقت قصير كما تعودنا في حلولنا العاجلة لأي أخطاء فادحة تحدث , الجودة مسيرة طويلة من العمل والجهد والاستمرارية دون نقطة وصول نهائية أنما تحسن مستمر ولعل هذا ما جعلني دوماً أفكر وأبحث عن سببا لذلك التأخر وأظن أنه تأثير القيادة على الجودة فإدارة الجودة تتأثر بارتباطها بالإدارة العليا وتبنيها لها أكثر من تأثرها من الارتباط بالإدارة الوسطى مهما كانت قدرات مسئولي الإدارة الوسطى أو خبراتهم .

أن من الأفضل للجودة أن ترتبط دوماً في المنظمات بالإدارة العليا لأنها ستمارس أدواراً شفافة جداً وغير مسبوقة وسيسهم ذلك في خلق مقاومة للتغيير الإيجابي الذي ستحدثه داخل المنظمات من قبل المستفيدين من بقاء الأمور بوضعها القائم فيجب أن يدعم التغيير قرارات الإدارة العليا ولابد لذلك أن تتبنى القيادات الإدارية نفسها الجودة كخيار إستراتيجي في عملية اختيار القيادات الإدارية المختلفة والمناسبة بحسب كفاءتها ضمن هيكلية المنظمات والجهات فالخلل الحاصل في تطبيق الجودة في وضعها الحالي هو بسبب وجودها كوجاهة وواجهة فقط دونما أن يكون لها أي تأثير أو نتائج واضحة أو مخرجات قوية ذات معنى حقيقي ومؤثر وفعال في قيادة إدارة القطاع أو المنظمة .

أن تبني الجودة بشكل فاعل هو خيار استراتيجي ولن يكون بمثل وضع الجودة كإطار فقط بل لابد من أن يعبر عنه من خلال الإطار للوصول للمفهوم فالجودة ستعمل على إعادة هيكلة تلك الجهات والقطاعات والمنظمات وهكذا ففي غالبية القطاعات التي نسمع عن وجود إدارة للجودة ولكن لا نرى لها أي فاعلية وكفاءة أو تأثير على أرض الواقع وهذا ما يجب أن نتلمسه حقيقية فالإدارة العليا ليست فقط مطالبة بتأسيس إدارة للجودة بل بإثبات جودتها من خلال نتائج وقرارات ملموسة تنعكس على الخدمات أو المنتجات.

تذكرة مغادرة : يقول وليم فوستر : “الجودة لا تأتي صدفة أبدا , فهي نتاج نوايا حسنة وجهد صادق وتوجيه ذكي وإخراج متمرس فهي تمثل الاختيار الحكيم لبدائل متعددة

شارك الصفحة مع الأصدقاء :