الفشل طريق الناجحين

الفشل أولى خطوات النجاح وهو رسم لطريق مستقبلي غامض ومحفوف بالمخاطر والأخطاء وقبول بالنتائج الإيجابية المأمولة أو السلبية.

والفشل ليس أمرا سلبيا كليا بل يحمل بين جوانبه نتائج وخبرات ومهارات مكتسبة تعتبر في نظر المتمرس الخبير أنها خبرة عثرات متراكمة يستفاد منها لتحسين الخطط المستقبلية ولكن قبول الفشل كذلك أمر هام وله مراحل مختلفة , فالفشل يتحقق أولا في اعتقاد إن النجاح الكامل لابد وان لا تشوبه أي نواقص أو تشويهات والالتزام بذلك في كافة المستويات قد يصبح مستقبلا عائقا عن النجاح أصلا مع اختلاف الثوابت بين الأمرين فقبول أمر أن “الخطأ وارد” هي أولى خطوات النجاح في الاستفادة من الفشل والمرحلة الأخرى هي الاستفادة من الفشل بدراسة جوانبه المؤثرة الرئيسية المباشرة وغير المباشرة فعوائق النجاح قد لا تكون بسبب تأثير مباشر بل قد تأتي بصورة غير مباشرة ولذا فأن الابتعاد عن الموقف العام واخذ صورة أشمل قد يبرز أمور غائبة عن الذهن في ذات الموقف ونفس الظروف ولكن دراسة الفشل والبدء في معرفة مسبباته الظاهرة والخفية ليس منتهى الغاية بل الغاية هي الاستفادة من ذلك بتحسين المهارات والمعارف لمواجهة تكرار مسببات الفشل وقراءة مؤشراته قبل وقوعه وبذلك تنضج الحاسة السادسة لدى الناجحين لتبدأ مرشحاتهم الذكية بالتعامل مع أي أحداث أو عوامل بتوقعات وتقييمات على أثر النتائج والحصيلة المكتسبة من العديد من الخبرات والتجارب .

ولذلك نجد أن ابرز الخبراء في شتى المجالات هم الذين كانت استفادتهم من أخطاءهم أعلى وهي إحدى درجات السلم الصاعد للنجاح بغض النظر عن المدى زمني أو العمر الذي يستحق بعده لقب خبير أو مستشار ولكنها تراكمية الأخطاء التي أنضجت التفكير وعملت على تحسينه.

وتجدر الإشارة إلى أهمية التركيز في العلاقة بين النجاح والفشل إلى التحسين المستمر للقدرات والمهارات سواء البشرية أو التقنية أو التنظيمية فالتحسين المستمر هو دلالة لدراسة الأخطاء والاستفادة منها أما التمسك بعدم التحسين بأحد الجوانب سيصيبها بالفشل أو قد يكون سببا خفيا له لذلك فالاعتبارات المسبقة عن أي أمور بخلاف الثوابت التي لا خلاف عليها والقبول بها كأمر واقع يحد من  الإبداع الذي هو بطبيعة الحال حقيقة الممارسة الفعلية للعلاقة بين النجاح والفشل .

شارك الصفحة مع الأصدقاء :

نُشِّرْت في 

ضمن

للكاتب