الجودة في الحج

لقد مرًرت تغريدة عبر موقع التواصل الاجتماعي توتير عن الحج ومؤشرات النجاح به ,, وسبب هذه التدوينة هي الزيادة المضطردة في الأخبار المنشورة عن نجاح الحج من أكثر من جهة حكومية عبر الصحف الرسمية وللأسف أن هذه الجهات عرف عنها تقصيرها في أمور دائمة ومستمرة فما عساها تفعل في أمر مؤقت كالحج , لا يمر عام دون أن تتكرر اسطوانة أن موسم الحج ناجح على كافة الأصعدة وبأعلى المستويات وكذلك نجاح كافة القطاعات الحكومية المشاركة به وحقيقة لا اكره ذلك بل وأسعد كثيرا به وبراحة ضيوف الرحمن وخدمتهم بأعلى المستويات وبأفضل الإمكانيات المتاحة وآمل أن تتقدم هذه الخدمات من سنة إلى أخرى بخدمات نوعية مخصصة لضيوف الرحمن وتتناسب معهم ابتداء من وقت وصولهم حتى مغادرتهم ,, ولكن النجاح المعلن هذه الأيام أشبه بشهادات الشكر وخطابات الثناء وجميعها أتت لنا على طبق إعلامي باهت عبر الصحف المحلية أو القنوات التلفزيونية الحكومية ,, النجاح الذي نقصدهـ هو مؤشرات حقيقة وخطط مرسومة مسبقا وحقائق منفذة على أرض الواقع فنستعد للحج في الأعوام الخمسة القادمة منذ اليوم وتوضع الخطط الإستراتيجية لها ويعبر عنها كطموحات ويحدد المأمول تحقيقه خلال السنة الأولى من هذه الخطة وتشرح لفرق العمل مهامهم وتتجهز حسب الاختصاص لتحقيقه كمنظومة واحدة وتراجع بعدها الأخطاء وتصحح المسارات المنحرفة وتدقق مستويات الأداء وتراقب عن كثب محافظة على المسار الصحيح كما رسم له ولتحقيق ما خطط له وليس ما نظن أننا نجحنا به .

ما لا يمكن قياسه لا يمكن إدراكه ,, لا يمكن إعطاء درجة كاملة في نجاح الحج لجميع الجهات المشاركة ولا يمكن حرمانهم كذلك من الشكر لجهودهم وبالتأكيد لا يمكن أن تتساوى الجهود بين الجهات جميعها فهنالك من هو أفضل وهنالك من هو أسوء بالتأكيد ولم نعلم أي معيار تبنى عليه كل جهة نجاحها الذي تصرح بتحقيقه .

لذا أرى أن نجاح مواسم الحج ما زالت ناقصة وتفتقد التأكيدات والأرقام والمؤشرات الصحيحة التي تعطي التقييم الصحيح والفعلي لعمل كل جهة من الجهات المشاركة وتوضح إخفاقاتها وتكون هي المحصلة النهائية التي تعلن بنهاية كل موسم من مواسم الحج وبمثابة الإعلان عن نجاح الموسم أو فشله وأوجه القصور كذلك حتى يتسنى دراستها وتصحيحها مستقبلا ولابد كذلك أن تعلن هذه المؤشرات والأرقام للجميع أو على الأقل للمهتمين بها حتى تأخذ مسارها الصحيح في الدراسة والتطوير ,, وفي النهاية أن أي عمل بشري لابد أن يصيبه شيء من القصور والنقص فالكمال لله وحده عزوجل ولكن المهم هو تصحيح هذا القصور ومعالجته ولا يتحقق ذلك سوى بأنظمة ومعايير للقياس . 

شارك الصفحة مع الأصدقاء :