مفهوم المدن الذكية

تعريجا على بعض الأخبار الصحفية في وسائل الأعلام المختلفة كالتلفاز والنشرات والصحف اليومية خصوصا قد يجد المتخصص أنه أمام علامة استفهام كبرى عن الدور الذي تؤديه هذه المؤسسات الإعلامية بخلاف نقل الأخبار والإعلان عن المنتجات فالمفهوم العام للإعلام هو التوعية ولا يصح أن تصبح هذه الوسائل الإعلامية ممارسه للدور التسويقي بحذافيره وان كان التسويق هو جزء من المنظومة الإعلامية ويعتمد عليه في الاستمرار إلا انه اليوم أصبح مضرا بمفهوم المهنية لمهنة الصحافة ككل ويكرس لمن زالوا مترددين في الابتعاد عن العمل الصحفي أن يبتعدوا أكثر فكل ما سبق وان كان كخطوط عريضة يتعارض مع عنوان اليوم إلا أن هذا المصطلح “المدن الذكية” وكغيره من المصطلحات المتخصصة مارس الإعلام فيه أبشع الأدوار وأظهرها بمفهوم قاصر عن حقيقته وعزز للدور التسويقي أكثر من الدور التو عوي وليتضح ما أتحدث عنه فقصور مفهوم المدينة الذكية لدى الصحف أدى إلى اعتبار أي تطور تقني كتركيب كاميرات المراقبة مثلا سيجعل من المدينة مدينة ذكية وكذلك تداخل المفهوم لدى البعض في اعتبار بعض أنظمة البيئات المستدامة وإعادة الاستخدام أنها حقيقة مصطلح المدينة الذكية وهذا مخالف جدا للتوصيف العلمي والمهني للمصطلح .

فالمدينة الذكية ليست مفهوما تقنيا بحتا فقط بل تمتد إلى المساس بكل جوانب الحياة المدنية والإنسانية والبيئية من بيئة ومجتمع وعمل ومنظمات وهيئات وأنظمة حكومية وخدمات البنية التحتية والخدمات التعليمية والصحية والأكاديمية والجوانب الاقتصادية إضافة إلى التنمية البشرية التي تقود هذه الجوانب للوصول إلى تحقيق المفهوم الحقيقي للمصطلح.

ولهذا فأن طريقة اجتثاث المصطلح من موقعه ومحاولة تمريره على العامة بأنه لا يعدو كونه عملا تقنيا وتصوير بعض الجهات الحكومية والخاصة بأنها حققت متطلبات تحقيق المدن الذكية يعتبر عملا تسويقيا أضر بأكثر من نفعه ,, فالغالب أن المجتمع يقرأ لهذه الصحف وينطق بلسان حالها ويجادل باعتبارها مصادر يتلقى منها المعلومات الصحيحة والأكيدة وسيتعزز لدى المتخصص مفهوم انه لا يعدو عن كونها ” كلام جرائد” وأسلوب تسويقي تمارسه الصحف لتنتهي معها أوراق الصحف بأحسن الأحوال إلى أن تكون سفرة طعام.

أخيرا حق لمن يحترم عقول الآخرين أن يحترم .. 

 

شارك الصفحة مع الأصدقاء :